أكدت دراسة اعدها الباحث ريتشارد ريفر ونشرتها مجلة "نيوستايتسمان" ان للصداقة اثارا نفسية واجتماعية اعمق مما كان يعتقد حتى الان في صفوف علماء الاجتماع والفلاسفة.
فبعد هذه الدراسات التي يستعرضها الباحث لجهة الدور الذي تلعبه الصداقة على صعيد تحسين الوضع الصحي للفرد واطالة عمره ، يقول ان الانتباه بدا يتجه الى قطاع الاعمال واحتمال افادته من فهم اعمق للدور الذي تلعبه الصداقة على الصعد المهنية والاقتصادية . خاصة بعدما كشفت الاحصاءات ان تمتع العامل الاقوى الذي يجعله يشعر بالرضا عن وظيفته.
وعلى الرغم من ان الروابط العائلية لا تزال كما كانت قبل ثلاثة عقود من حيث لجوء الفرد الى ذويه في وقت الازمات ، فان رأي بال الاستاذ في جامعة ايسكس البريطانية يقول ان الصداقة الجيدة والبريئة يمكنها ان تكون ملائمة لمتطلبات الحياة العصرية مثل العائلة تماما . "فالمسألة ليست العائلة أم الاصدقاء؟بل العائلة والاصدقاء" . ولكن الدراسات التي اجراها روبرت بوتنام في امريكا كشفت ان رأس المال الاجتماعي هذا مهدد في الصميم ، اذا انخفض عدد الزيارات المتبادلة بين الاصدقاء 45 في المئة عمّا كان عليه عام 1970 ، كما كان ان الخروج من المنزل بصحبة اصدقاء انخفض بما نسبته 60 في المئة!
ويرجع البعض ان تعثر الصداقات الحاصل في امريكا يعود الى اسباب اخرى غير الاكتفاء الذاتي او الاستغناء عنها ، بدليل ان دراسة تحليلية لمشاهدي بعض البرامج التلفزيونية ومنها "أصدقاء" (فريندز) كشفت ان المشاهدين لا يحسدون الممثلين على وسامتهم او بيوتهم الجميلة .. بل على العلاقات الانسانية الدافئة التي تجمعهم . ولذا يتوقع ريفز ان يصبح موضوع الصداقة اهتماما عاما ومحورا ثقافيا وموضوع دراسات خلال سنوات قليلة مقبلة.
ولكم خالص تحياتي